النقل المدرسي بإقليم تارودانت : صرخة من أجل إنصاف تلاميذ القرى..التعليم أمانة لا وسيلة للابتزاز السياسي.
سلط الفاعل المدني المعروف بإقليم تارودانت حسن أيت بلا الضوء من جديد على معاناة التلاميذ بغالبية قرى ودواوير إقليم تارودانت مع النقل المدرسي، وكيف أصبحت كل مصلحة ،مع الاسف ،رهينة بحسابات شخصية ضيقة، جاهلة او متعمدة، والتي لا تخرج غالبا عن اطار تفضيل فوائد عاجلة ضيقة مقابل ثقافة مصلحة عامة من شأنها ان تفيد اكبر عدد من المواطنين ، وكأن هناك من تعاقد على العمل الدؤوب لدس مشاعر الانانية “البغيضة” كعدم الرضى برؤية الاخر يستفيد من حقه بشكل مستحق.
ففي آخر مقال له على حائطه الشخصي الذي استهله بطرح أسئلة جوهرية تعبر عن الواقع البئيس لقطاع حيوي مهم كقطاع التعليم بالإقليم كتب :
” إلى متى سيبقى مستقبل أبنائنا رهينًا في يد من يجهل قيمة التعليم؟
إلى متى سيظل مصير فتيات القرى معلّقًا بقرارات عبثية، لا تُبنى على منطق المصلحة العامة بل على حسابات انتخابية ضيّقة؟
كيف يُعقل أن تُستغل حافلات النقل المدرسي، التي وُجدت لمحاربة الهدر المدرسي وتشجيع التمدرس في العالم القروي، في أغراض انتخابية رخيصة؟
ومادام رئيس الجماعة لم يُفعّل خدمة النقل بحجة أن المستفيدات “خصومٌ سياسيون”، فبأي حقٍّ يمنع عنهن حقًّا دستوريا؟!
أليس هذا هو قمة العبث والاستهتار بالمسؤولية العمومية؟
يا هذا، من لا يصوّت لك يبقى مواطنًا له كامل الحقوق،
فخدمة الوطن لا تُقاس بعدد الأصوات، بل بميزان الأمانة والضمير.
إن التعليم والنقل المدرسي حقٌّ لا مِنّة، وأمانة لا وسيلة للابتزاز السياسي”.
“أين هو المجلس الإقليمي من هذا العبث، وهو الجهة المخوّلة قانونًا بتدبير النقل المدرسي؟
وأين هي السلطات الإقليمية من مشهدٍ تُترك فيه الفتيات في القرى لمصير الهدر الدراسي، بينما تُستغل الوسائل العمومية في الدعاية الانتخابية؟
إن الدستور المغربي في فصله الحادي والثلاثين واضح وصريح:
> “تعمل الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية على تعبئة كل الوسائل المتاحة لتيسير أسباب استفادة المواطنات والمواطنين من الحق في التعليم الجيد.”
كما شدّد جلالة الملك محمد السادس نصره الله في خطبه السامية على أن :
> “التعليم هو أول قضية وطنية بعد الوحدة الترابية، ولا يمكن لأي إصلاح أن ينجح دون جعل المتعلم في صلب الاهتمام.”
فأيّ احترامٍ للدستور هذا؟ وأيّ التزامٍ بالخطب الملكية؟”
لقد آن الأوان لوقف هذا الاستهتار بمستقبل الأجيال، ومحاسبة كل من خان الأمانة وحوّل وسيلة لمحاربة الجهل إلى أداة للدعاية.
إننا نرفع هذه الصرخة باسم كل الغيورين على الوطن، لنؤكد أن التعليم ليس مجالًا للمزايدة، بل مسؤولية وطنية مقدسة،
ومن يمنع العلم إنما يزرع الجهل،
ومن يزرع الجهل يهدم الوطن.





























