الرباط تستقبل وفداً جمعوياً من إيطاليا لتعزيز التعاون البيئي والثقافي بين البلدين

24 أكتوبر 2025
الرباط تستقبل وفداً جمعوياً من إيطاليا لتعزيز التعاون البيئي والثقافي بين البلدين

إبراهيم بن مدان

في إطار تعزيز جسور التعاون والتبادل الثقافي والبيئي بين المجتمع المدني المغربي ونظيره الإيطالي، حلت صباح يوم الجمعة 24 أكتوبر 2025 بمدينة الرباط بعثة جمعوية إيطالية هامة، يترأسها السيد طارق بنور (Tarik Banour)، وهو فاعل جمعوي مقيم بالديار الإيطالية، معروف بديناميكيته في مد جسور التواصل بين الضفتين.

وقد لقي الوفد الإيطالي ترحيباً كبيراً واستقبالاً مميزاً من جمعية سفراء السعادة لذوي الاحتياجات الخاصة ومن طرف مجموعة من الجمعيات النشيطة بالعاصمة، من بينها:
جمعية الوئام للأشخاص في وضعية إعاقة، وجمعية البساط البيئي الأخضر، وجمعية فضاء الأوداية، وجمعية آفاق للتنمية الاجتماعية والثقافية والرياضة.

تعاون ميداني وتبادل خبرات

تميز اللقاء الأول بجلسة تعريفية وودية بين الطرفين، تم خلالها عرض تجارب الجمعيات المغربية في مجال الإدماج الاجتماعي، وحماية البيئة، والعمل التطوعي، إضافة إلى تقديم نماذج من المبادرات الناجحة التي تُنفذ بالعاصمة الرباط لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة، والشباب، والنساء، والأطفال.

كما أبدى أعضاء الوفد الإيطالي إعجابهم العميق بالمستوى التنظيمي والروح التطوعية العالية التي تميز العمل الجمعوي بالمغرب، مؤكدين رغبتهم في إرساء علاقات تعاون مستدامة، عبر مشاريع مشتركة تهدف إلى تعزيز الثقافة البيئية، ودعم التربية الدامجة، وتطوير برامج التكوين المهني والاجتماعي.

حملات بيئية وزيارات ثقافية

وعرفت الزيارة تنظيم أنشطة بيئية رمزية بمشاركة الجمعيات المضيفة، تمثلت في حملات نظافة وتوعية بيئية بعدد من الفضاءات العمومية، إلى جانب جولة سياحية وثقافية شملت أهم المعالم التاريخية لمدينة الرباط، مثل قصبة الأوداية، وصومعة حسان، وضريح محمد الخامس.

وخلال هذه الجولة، حرصت الجمعيات المغربية على تعريف الوفد الإيطالي بالرصيد الثقافي والتراثي للمملكة، وبالجهود المبذولة من طرف المجتمع المدني المحلي في الحفاظ على البيئة وتعزيز قيم المواطنة البيئية.

إشادة متبادلة وآفاق مستقبلية

وقد عبر السيد طارق بنور عن امتنانه الكبير لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي لقيه الوفد الإيطالي من نظرائهم المغاربة، منوهاً بـ”الروح الإنسانية العالية، والتجارب المبتكرة التي يقدمها الفاعلون الجمعويون بالمغرب في خدمة المجتمع والتنمية المستدامة”.

كما أكد رؤساء الجمعيات المغربية المشاركة أن هذه الزيارة تمثل بداية مرحلة جديدة من التعاون المشترك بين البلدين، مبرزين أن التبادل الجمعوي والثقافي هو قوة ناعمة لتعزيز الصداقة بين الشعوب، ومصدر لإلهام مبادرات دولية مستقبلية في مجالات البيئة، الإدماج، والثقافة.

من الرباط إلى فاس

ويُرتقب أن يواصل الوفد الإيطالي زيارته يوم الأحد 26 أكتوبر 2025 نحو مدينة فاس، لاكتشاف عمق التاريخ المغربي ومعالمه الحضارية، في إطار جولة تشمل لقاءات مع فعاليات جمعوية وثقافية محلية.

إن هذه المبادرة، التي جمعت بين جمعيات مغربية وإيطالية، تُجسد قيم الانفتاح، والتضامن، والتعاون الإنساني، وتعكس الإشعاع الدولي الذي أصبح يميز العمل الجمعوي بالمغرب كقوة اقتراحية وشريك حقيقي في التنمية المستدامة.

اخر الأخبار