وِصايَة عسْكريَّة
كملاَيينِ النسَاء ملِلْت
ومِلْت نحو الطَّوافْ
بِأكُفّ تعانقُ الدُّجى
وأنتَ تمْلأ الظَّلامَ السَّحيقَ
بصَراخَاتِك المَعْدنيَّة
مَلِلْت وتوقَّفتُ عن الحَنينِ
وأَوقَدتُ من مِصباحِ التَّنورِ
هزائِمي العَربيَّة
أسْكبُ صُورِي خَمرا وتِبغا
وأَنا مثْقلةٌ من رأسِي
حتى أخْمصِ قدَمَي
بوصَايَاك العسْكريَّة
أَيا رجلاً يرتدِي قرونِي
المثْقلَة بالشَّقاء
ويطْوِي عصُورِي الرمَاديَّة
جَليدا ليُقدمهَا حُجُباً
حِين يؤدِّي الأَدْوارَ الدّرامِية
لمْ تعُد وصايَاكَ تثِير دهْشَتي
لمْ أعُدْ أَتَلعثَم
حينَ أُحصِي وِشَايَاتِك الأُسْطورِيَّة
لم أَكُن يوما تلْك الصَّبيَّة
مذْ مزقَتْ فرُوضَها المدْرسِية
مِن هُتَافات الرِّيح
أَقمْتُ على شرفِك مائِدةً جنائِزيّة
وآرتَديتُ أنغَاما قُمْريَّة
وفِي مدخَل المَغارَة
شدَوتُ للربِيع وشَتمْت روحَك
الهَوائِية
اعذرْني …لقَد ألغَيتُ منذُ
الفتُوحاتِ الأندلسِيَّة
طقُوسكَ الأَنانيَّة
منذُ قرنَين وأَنتَ تتْلو
وراءَ القضْبانِ مزامِيرَ شيْطانِية
أمَا تعبْت …
منْ نفْث عاصِفةِ تبغِك الجَليدِية؟!
تعبتُ ومَللتُ …
أحْرقْت مرَافِئي
ومعَها صُورِي التذْكاريَّة
وسنَداتِ تملِيكٍ عاطِفيَّة
وأسدَلْتُ سِتارَ المسْرحِيَّة
لأَرفضَ وصَاياك العسْكريّة
وأُعلنَ الآن…
إقفَالَ بُنودِ القضِيَّة.
لطيفة أثر