100% بعد تساقطات مارس: تعزيز الأمل في مواجهة الجفاف

16 مارس 2025
100% بعد تساقطات مارس: تعزيز الأمل في مواجهة الجفاف

شفشاون، 16 مارس 2025 – بعد تساقطات الأمطار الغزيرة التي شهدتها منطقة شفشاون في شهر مارس الجاري، بلغ سد شفشاون نسبة امتلائه 100%، وهو ما يعد تطورًا إيجابيًا في ظل المخاوف المستمرة من تداعيات الجفاف الذي شهدته المنطقة في السنوات الأخيرة.

وقد أفادت مصادر من المديرية الإقليمية للمياه والغابات أن كمية المياه التي تساقطت في الأسابيع الأخيرة قد أسهمت بشكل كبير في رفع منسوب السد إلى الحد الأقصى، مما يوفر مخزونًا مائيًا مهمًا للمناطق المجاورة، خصوصًا في أوقات الحاجة الماسة. هذا الأمر يعد بمثابة بارقة أمل للساكنة المحلية، التي تعاني من نقص في المياه الصالحة للشرب لأسباب متعددة، أبرزها تغيرات المناخ.

ويُعتبر سد شفشاون من السدود الاستراتيجية في المنطقة، حيث يمد العديد من القرى والبلدات المجاورة بالمياه اللازمة للري والشرب. كما أنه يساهم في تحريك عجلة التنمية الزراعية من خلال توفير مياه السقي للمزروعات في منطقة تعرف عادةً بندرة المياه. وتعد هذه الكمية من الأمطار التي تساقطت في الشهر الماضي بمثابة دافع قوي لتحسين الوضع المائي في المنطقة.

وفي حديث مع السيد محمد بنعيسى، مدير وكالة الحوض المائي في الشمال، أكد أن هذا التطور يعكس تأثيرًا إيجابيًا للتغيرات المناخية على مستوى المنطقة، مشيرًا إلى أن الأمطار التي تساقطت في مارس قد ساعدت بشكل كبير في استعادة الثقة لدى الفلاحين والسكان المحليين. وأضاف أن العمل على تعزيز البنية التحتية المائية والتوسع في مشاريع التخزين والتنظيم المائي يعتبر أمرًا بالغ الأهمية، خصوصًا في ظل التغيرات المناخية غير المتوقعة.

من جهة أخرى، أعرب العديد من الفلاحين والمزارعين في المنطقة عن ارتياحهم لهذا الوضع، مؤكدين أن المياه أصبحت متوافرة بكمية كافية، مما يساعدهم على استعادة إنتاجهم الزراعي الذي عانى في السنوات الماضية بسبب نقص المياه.

لكن على الرغم من هذا التحسن الملحوظ، لا يزال العديد من الخبراء ينبهون إلى ضرورة عدم الاسترخاء في مواجهة التحديات المقبلة. فالتغيرات المناخية غير القابلة للتنبؤ قد تظل تهدد استدامة مصادر المياه في المستقبل، مما يستدعي مزيدًا من الحذر والتخطيط الاستراتيجي.

وفي الختام، يبقى سد شفشاون مثالًا على قدرة الطبيعة على التعافي بعد فترات جفاف طويلة، في حين أنه يحمل رسالة ضرورية تتعلق بأهمية الحفاظ على الموارد المائية وحسن تدبيرها في مواجهة تحديات الجفاف ببلادنا.

اخر الأخبار