جريدة هسوس
يعتبر سد قصبة تادلة أحد أقدم السدود في المغرب، حيث تم تشييده سنة 1931 على نهر واد أم الربيع، بالقرب من مدينة قصبة تادلة، في منطقة سهلية خصبة تنتمي إلى إقليم بني ملال. هذا السد، الذي يعد ثاني أقدم سد في المملكة، يحمل أهمية استراتيجية بالغة في ضمان تأمين المياه للسقي الفلاحي في المنطقة الوسطى للمغرب، ويسهم بشكل كبير في التنمية الزراعية، التي تعد من الأنشطة الرئيسية في هذه المنطقة.
يبلغ ارتفاع السد حوالي 35 مترًا، ويصل طوله إلى 470 مترًا، ويخزن في بحيرته الكبيرة كمية كبيرة من المياه التي يتم استخدامها لري الأراضي الفلاحية الخصبة في منطقة سهلية تادلة، المعروفة بإنتاجها الوفير من الحبوب، الفواكه، والخضروات. بفضل هذه الخزانات المائية، يتمكن الفلاحون من الاستفادة من مياه السقي على مدار العام، مما يساعد على زيادة الإنتاجية وضمان الاستدامة في القطاع الفلاحي، خاصة خلال فترات الجفاف.
يمثل سد قصبة تادلة نموذجًا مهمًا للبنية التحتية المائية في المغرب، حيث لعب دورًا محوريًا في تحسين الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي للمغرب في العديد من المنتجات الفلاحية. كما ساهم في تحفيز التنمية الاقتصادية في المنطقة، عبر توفير فرص عمل وتطوير مزارع متعددة الأغراض.
على الرغم من الأهمية الكبيرة لهذا السد، فإنه يواجه تحديات مرتبطة بالضغط السكاني المتزايد والتغيرات المناخية التي تؤثر على منسوب المياه. ومع ذلك، يظل سد قصبة تادلة حجر الزاوية في استراتيجية المغرب للتنمية المستدامة للموارد المائية، كما أن استثمارات إضافية لتحسين إدارة الموارد المائية ستكون ضرورية للحفاظ على استدامة هذا المعلم المائي التاريخي.
باختصار، يعتبر سد قصبة تادلة واحدًا من أكبر المشاريع المائية في تاريخ المغرب، ويظل رمزًا للاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية لتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة.