مسرحية شغب شغب إبداعي فوق خشبة قاعة إبراهيم الراضي بأكادير”

23 مارس 2025
مسرحية شغب شغب إبداعي فوق خشبة قاعة إبراهيم الراضي بأكادير”

جريدة هيسوس

في إطار برنامج ليالي رمضان المنظم من طرف جماعة أكادير، قدمت فرقة البساط للفنون الدرامية عملها المسرحي الجديد “شغب” تأليف وتشخيص الفنان محمد أيت لحساين وإخراج وتشخيص الفنانة علية الطوير سينوغرافيا الفنان عبد الواحد إمزيلن وإدراة الإنتاج للفنان رشيد الهرد غناء وعزف كل من جواد حركي وشهرزاد شبو وإدارة الخشبة للفنان عبد الكبير بن جدي، وذلك يوم السبت 22 مارس 2025 بقاعة إبراهيم الراضي بأكادير، ابتداء من الساعة العاشرة والنصف ليلا، المسرحية مدتها ساعة إلا تلاث دقائق، سافرت بنا في عوالم الفن وتناقضاته الفلسفية لأنها تتناول علاقة الفنان بعالمه الإبداعي، من خلال شخصية البطل الفنان التشكيلي “عبدو” الذي يقع في حب لوحته حد الجنون والهوس ويراها كائناً حياً يحدثها، ويتفاعل معها، ويعتقدها تجسيداً لامرأة حقيقية. غير أن هذا العشق ليس مجرد افتتان داخلي، وانعكاس للصراع بين الذات والإبداع، بل بين الفن والحياة. فوصول عبدو إلى لحظة الإدراك بأن لوحته ليست إلا “ضميره الحي” يكشف عن ثنائية جوهرية وفكرية مرتبطة بهل الفن هو مجرد انعكاس للواقع أم أنه واقع بديل يصنع فقد نجح الفنان محمد أيت لحساين من خلال تشخيصه لشخصية عبدوا إبراز هذه الارتباكات والاضطرابات الداخلية لشخصية عبدو، أما شخصية التي أبدعت في أدائها الفنانة علية الطوير فهي ذلك الارتداد المضاد لضمير عبدو واخنياراته الغير مقبولة في عالم الفن الراقي، وجزء من التوتر الوجودي بين الإبداع والحقيقة، مما جعل تطرح المسرحية تساؤلات حول ماهية الفن , هل هو حالة وجدانية أم حقيقة ملموسة، زهذا ما تجيب عنه السينوغرافيا من خلال اختيارات السينوغراف عبد الواحد إمزيلن الذي اختار رؤية بصرية تقوم على مثلثات متحركة كخيار سينوغرافي مفتوح على عدة تأويلات كأننا في حركة مستمرة لهذه المثلثات بشكل يعكس طبيعة الصراع الدائم في الوجود الإنساني في علاقته بالفن، حيث لا يوجد ثبات في فهم الفن كما في العلاقة بين عبدو ولوحته، هذه المثلثات المنشطرة جاءت على شكل هندسة بصرية قريبة من عوالم فن التشكيل وكذا البعد الفلسفي الوجودي المتضمن في المسرحية من خلال التساؤل عن كيف يتجلى الضمير الإنساني من خلال الإبداع؟
وختاما يقول أحد المشاهدين الأستاذ الحسين التوهامي عن شغب “ثمة في مسرحية شغب لفرقة البساط للمسرح والفنون الدرامية ، علامات كبرى تدل على تجربة فنية مسرحية الرقي بالنضوج بالفكر عبر الفكرة : بدءا من العنوان الذي استطاع أن يطرح علاقة الفكرة بالسينوغرافية الفاعلة المؤثثة لبناء مشاهد درامية في علاقة بالغائية والقصدية للوصول لفكرة المسار الخاص بالمصير ،ليطرح العرض المانع مآلا للتفكير في حل يتولد عنه شغب ما من نوع آخر في إطار سيرورة الحياة وفق راهنية القاعدة الثلاثية للهرم الأفلاطوني . والتي جعلت سنفونية تفكيك الدلالة مؤثثاتها والذي كانت دافعية المؤدية والعازف شخصيات رئيسة لأنهما اشتغلت وفق نظرة المخرج على جعلها روابط أثثت المشاهد بإحساس خادمة للعرض الفني المسرحي “شغب “فشغب كانت بالفعل ثلاثية الأبعاد الثلاثية الفكرة الصرخة..”
أكادير في 22 مارس 2025

اخر الأخبار