صابر محمد / اشتوكة أيت باها
تشهد طرقات إقليم اشتوكة أيت باها مشاهد متكررة من التهور والسرعة المفرطة، خاصة بين عربات نقل العمال الزراعيين، مما يجعل هذه الظاهرة مصدر قلق مستمر للسكان والسلطات على حد سواء. في ظل غياب رقابة صارمة ووعي كافٍ، تتفاقم هذه السلوكيات، مؤدية إلى حوادث سير مروعة تخلف خسائر بشرية ومادية جسيمة.
غالبًا ما يرتبط تسابق عربات نقل العمال الزراعيين بضغوط العمل اليومية. يسعى السائقون إلى اختصار الوقت بين نقاط التجمع والضيعات الفلاحية، مدفوعين برغبة أرباب العمل في زيادة الإنتاجية. لكن هذا الاستعجال لا يبرر الاستهتار بأرواح الركاب والمارة.
إلى جانب التهور في القيادة، تشكل الحالة الميكانيكية الرديئة للعديد من العربات عاملًا آخر يساهم في ارتفاع حوادث السير. الكثير من هذه المركبات لا تخضع للفحوصات التقنية الدورية، مما يزيد من احتمالية وقوع أعطال مفاجئة في الطريق.
في ظل غياب وسائل نقل مناسبة، يجد العمال الزراعيون أنفسهم مضطرين لركوب عربات تفوق طاقتها الاستيعابية، دون توفير أدنى شروط السلامة. هذا الوضع يجعل من الحوادث أمرًا حتميًا في بعض الحالات، خصوصًا مع عدم توفر حزام الأمان أو هياكل واقية.
أمام هذا الواقع، تتعالى الأصوات المطالبة بضرورة تدخل الجهات المعنية لتشديد المراقبة على عربات نقل العمال، وإلزامها باحترام معايير السلامة. كما أن حملات التوعية حول مخاطر السرعة المفرطة والتهور في القيادة تبقى ضرورة ملحة لتغيير سلوكيات السائقين والحد من الحوادث.
في انتظار حلول جذرية، يبقى الوعي المجتمعي والمسؤولية المشتركة السبيل الأمثل لحماية أرواح العمال الزراعيين وضمان سلامتهم على الطرقات. فالعمل من أجل لقمة العيش لا يجب أن يكون على حساب الحق في الحياة.