رسالة من بريد الصفحة وتنزيلا لرغبة المراسل ،وهو السيد مولاي محمد الإدريسي ،فقيه المدرسة العتيقة بسيدي بوسحاب إقليم أشتوكة أيت بها، يوجه دعوتة للجميع بحضور “موسم الشرفاء عامة” ،وهو إبن الراحل العالم العلامة السيد مولاي أحمد الإدريسي رحمة الله عليه توفي رحمه الله حوالي الواحدة ليلا، يوم الاثنين 21 ربيع الثاني 1442 هجرية الموافق لـ:07 دجنبر 2020 عن عمر ناهز 93 سنة، وغسله وكفنه وصلى عليه ابنه الفقيه سيدي مولاي محمد الإدريسي، ودفن بقبة بجوار بيته بناها بعض المحسنين اقترحوا على الشيخ بناءها فاستحسن فكرتهم.
وكانت ولادته ليلة الجمعة ، ووفاته ليلة الاثنين، فكلا التوقيتين فيهما بركة ظاهرة، بدءاً وانتهاء، وصادف يوم وفاته ليلة ختمة القرآن على طريقة الحزب الراتب في مساجد المملكة، فكلها إشارات تدل على تظافر المصادفات الحسنة، واجتماع المحاسن الفاضلة، فرحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جنانه، وبعد مرور قرابة السنتين من وفاة العالم مولاي أحمد الإدريسي ، وكما هو معهود و معلوم منذ تأسيسه سنة 1997 ميلادي على يد الشيخ الراحل العالم العلامة السيد مولاي أحمد الإدريسي رحمة الله وفي كل سنة، يتم اقامة موسم ديني “موسم الشرفاء عامة” ،وسيقام هذا الموسم بجوار ضريح سيدي مولاي أحمد الإدريسي، بدوار “تيحونا “جماعة سيدي بوسحاب، قيادة إمي مقورن عمالة بيوكرى إقليم شتوكة أيت باها. و ذلك يوم الاربعاء 7 والخميس 8 سبتمبر 2022.
موسم السيد مولاي أحمد الإدريسي “موسم الشرفاء عامة ” بدوار تيحونا جماعة سيدي بوسحاب اقليم اشتوكة أيت بها .
يعتبر الموسم مناسبة يمتزج فيها ما هو ديني وما هو ثقافي كما أنه كذلك من بين تجليات الثقافة المستمرة بأشكال مختلفة، فالموسم ينفرد بخصوصيته رغم أنه لا يتقاسم الجانب الاقتصادي مع بعض المواسم، فما يميز الموسم هو حضور الجانب الديني والثقافي والاجتماعي الذي يعاد إنتاجه من طرف الأفراد نفسهم سواء بشكل واعي أحيانا أو بشكل غير واعي. حديثنا هنا سينصب على موسم الشرفاء عامة الذي تلتقي فيه مختلف المناطق المجاورة من قبيلة ” اداوگران” وقبيلة” اداوبوزيا “. وكافة القبائل المجاورة لأن نفود الموسم لا يقتصر على ما هو محلي بل يتجاوز ذلك إلى خارج الحدود الجغرافي للموسم. كل هذه المناطق تتوافد إلى منطقة دوار “تيحونا ” بسيدي بوسحاب بأعداد كبيرة من مختلف أطياف المجتمع نساء ورجالا وأطفالا خلال الموسم، فكما هو معلوم لدى الساكنة فالموسم يمتد لمدة يومين كل يوم له خصوصياته، فهناك ما هو مخصص بكل ما هو ديني وأخر مخصص بما هو ثقافي،
كما أنه كذلك من بين تجليات الثقافة المستمرة عبر الأجيال بأشكال مختلفة، إن الموسم باعتباره دورة زمنية يقام في كل سنة، فموسم الشرفاء عامة بمنطقة سيدي بوسحاب بمختلف أشكاله وممارسته، يعمل على إعادة تشكيل البناء الاجتماعي أي أنه يعيد تلاحم صلة الرحم بين الأقارب ويعزز القبائل من جديد، فبالرغم من تدخل الدولة في التدبير زمنيا وماديا لهذه القبائل، فالموسم بذلك يعيد إنتاج القبيلة ولو على المستوى الرمزي.
وخلاصة القول منطقة تيحونا بسيدي بوسحاب، فبالرغم من التحولات التي مست المجتمع بصفة عامة ومنطقة سيدي بوسحاب بصفة خاصة فإن موسم الشرفاء عامة لازال مستمرا على المستوى الرمزي للأفراد رغم بعض التغيرات التي لاحقته على مستوى الشكل لأن استمرارية تكرار العادة والطقس والتقاليد تؤسس لاستمرارية المعنى.
وهذه نبذة من سيرة السيد مولاي احمد الادريسي رحمة الله عليه:
هو مولاي أحمد بن مولاي محمد الإدريسي بن مولاي أحمد ينتهي نسبه إلى الشيخ سيدي يعقوب بن يدير دفين (إِدَاوْكْنِيضِيفْ) بتلات نتسركي (تلعة الملخ) بقبيلة إيلالن، قال عنه الحضيكي في الطبقات 2/ 478 : “الشيخ الرباني، العابد الناسك، الراسخ القدم الغائث، الظاهر البركة والسر، النوازلي الشهير الكبير الفياض..” وينتهي نسبهم إلى سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما، وغالب شرفاء المغرب ينتهي عمود نسبهم إلى الحسن، وقليل منهم من ينتمي إلى الحسين،
ولد بدوار (تحنا قبيلة إداوبوزيا) جماعة سيدي بوسحاب إقليم اشتوكة أيت باها، حوالي سنة 1927، وتربى تحت يد أبوين شريفين صالحين، تربية حسنة.
سيدي مولاي أحمد الإدريسي فقيه مدرسة سيدي بوسحاب. هو عالم رباني منذ أن كان شابا يحب القرآن والعلم، وكلما يؤدي إلى المعرفة الحقيقية، وكان من أخص تلاميذ سيدي الحاج الحبيب. أرسله شيخه لمدرسة سيدي بوسحاب، وبقي المرحوم في مدرسة سيدي بوسحاب منذ سنة 1970 وهو يدرس ويعلم ويربي ويفتي وينصح إلى أن التحق بالرفيق الأعلى، وللآخرة خير من الأولى، فتبين أنه مشارط 52 سنة متصلة، اي نصف قرن من الزمن ، وعُرف عنه أنه كريم السجايا، كريم العطاء، يحب الناس جميعا ويدعو لهم جميعا، وهو صريح في الحق بكل شجاعة لا يخاف في الله لومة لائم، وما شهدنا إلا بما علمنا، ولكن الغيب يعلمه الله تعالى، وترك من الطلبة والمريدين ومن المحبين ما عسى أن يكونوا بإذن الله خير خلف لخير سلف، فتخرج على يديه على طول هذه المدة المذكورة عدد من الفقهاء بدءا بابنه ووارث سره الفقيه سيدي مولاي محمد بن أحمد الإدريسي، والحاج حسن الهشتوكي العزاوي فقيه مدرسة إمي ونسيس بضواحي أيت ميلك، وسي الحسن المرسي البوشواري شاعر أديب، والحاج امحمد البصير إمام مسجد بالحي الحسني، وسيدي محمد الشياضمي أجكرو إمام مسجد أيت ملول، وسي عثمان الشياضمي إمام مسجد بدمسيرة، وفقيه مدرية أنسيس سيدي حسن البوعزاوي، وسيدي حسن البرهيشي إمام وخطيب بأكادير، وأبو مدين أحمد الأساوي، وسيدي الحاج علي البشواري فقيه مدرسة إغرايسن، والحاج الحسن البوشواري الدشيري، و سيدي ماء العينين وأحمد الصحراويين، سيدي الحاج أحمد بكري التناني إمام مسجد المطار سابقا، سيدي محمد فوزي التناني إمام بمسجد في الدشيرة، سيدي محمد من تين فتاح التناني المشهور بتالصحفت توفي رحمه الله، وسيدي الحاج الحسن البوشواري المرسي إمام المسجد الجامع بحي الرجيلات، وسيدي محمد بلحاج المقرئ بمدرسة أكلو وأخوه الفقيه الإمام والخطيب بنفس المدرسة بمدرسة أكلو العتيقة. وطائفة من ماسة ومن مراكش وآيت باعمران ومجاط ومتوكة وكثير من حاحة ومن الشياظمة، كسيدي عبد الكبير إمام مسجد آيت باري. وليعذرنا من لم نذكر من تلامذته وطلبته الأقارب والأباعد كأبنائه مولاي الصديق ومولاي الحبيب ومولاي عبد الهادي وابني أخيه مولاي الحسين الأستاذ ومولاي عبد الكبير وابني أخته مولاي الحسين ومولاي إبراهيم. وله من المريدين الكم الهائل يتأدبون بآدابه ويترسمون آثاره وفقهم الله جميعا.
وغيرهم من مئات الطلبة الذين يتعذر ذكرهم جميعا في هذه العجالة، أخذوا عن الشيخ حفظ القرآن الكريم ممزوجا بالعلوم الشرعية.
كان رحمه الله صالحا ورعاً يحب الخلق أجمعين، مع الاستقامة في الدين، والزهد في المطامع، ورفعه لهمته، وتعظيمه لمشايخه، والجرأة في قول الحق، وله خصال انفرد بها بين معاصريه، فقد جمع بين تحفيظ القرآن الكريم، وتدريس العلم الشرعي، وتلقين الأوراد للمريدين، فكأنه اجتمعت في مدرسته ثلاث مدارس قرآنية وعلمية وصوفية، فهو مقرئ، وعالم، وصوفي، ومصلح، وهذه نادرة لا نعرف أحداً من معاصريه اجتمعت فيه هذه الخصال القرآنية والعلمية والروحية.
“موسم الشرفاء عامة ” بدوار تيحونا جماعة سيدي بوسحاب اقليم اشتوكة أيت بها
يعتبر الموسم مناسبة يمتزج فيها ما هو ديني وما هو ثقافي كما أنه كذلك من بين تجليات الثقافة المستمرة بأشكال مختلفة، فالموسم ينفرد بخصوصيته رغم أنه لا يتقاسم الجانب الاقتصادي مع بعض المواسم، فما يميز الموسم هو حضور الجانب الديني و الثقافي والاجتماعي الذي يعاد إنتاجه من طرف الأفراد نفسهم سواء بشكل واعي أحيانا أو بشكل غير واعي. حديثنا هنا سينصب على موسم الشرفاء عامة الذي تلتقي فيه مختلف المناطق المجاورة من قبيلة ” اداوگران” وقبيلة” اداوبوزيا ” .. وكافة القبائل المجاورة لأن نفود الموسم لا يقتصر على ما هو محلي بل يتجاوز ذلك إلى خارج الحدود الجغرافي للموسم… كل هذه المناطق تتوافد إلى منطقة دوار “تيحونا ” بسيدي بوسحاب بأعداد كبيرة من مختلف أطياف المجتمع نساء ورجالا وأطفالا خلال الموسم، فكما هو معلوم لدى الساكنة فالموسم يمتد لمدة يومين كل يوم له خصوصياته، فهناك ما هو مخصص بكل ما هو ديني وأخر مخصص بما هو ثقافي،
كما أنه كذلك من بين تجليات الثقافة المستمرة عبر الأجيال بأشكال مختلفة، إن الموسم باعتباره دورة زمنية يقام في كل سنة ، فموسم الشرفاء عامة بمنطقة سيدي بوسحاب بمختلف أشكاله وممارسته، يعمل على إعادة تشكيل البناء الاجتماعي أي أنه يعيد تلاحم صلة الرحم بين الأقارب ويعزز القبائل من جديد، فبالرغم من تدخل الدولة في التدبير زمنيا وماديا لهذه القبائل، فالموسم بذلك يعيد إنتاج القبيلة ولو على المستوى الرمزي.
وخلاصة القول منطقة تيحونا بسيدي بوسحاب، فبالرغم من التحولات التي مست المجتمع بصفة عامة ومنطقة سيدي بوسحاب بصفة خاصة فإن موسم الشرفاء عامة لازال مستمرا على المستوى الرمزي للأفراد رغم بعض التغيرات التي لاحقته على مستوى الشكل لأن استمرارية تكرار العادة والطقس والتقاليد تؤسس لاستمرارية المعنى.