في ظل أزمة صامتة بين البلدين، غادرت السفيرة الفرنسية في الرباط، إيلين لو غال، منصبها، لتلتحق بمقر الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل، بعد ثلاث سنوات من العمل في المغرب.
وحسب ما تم تسربه، فإنه قد تم إضفاء طابع رسمي على مغادرة لو غال لمنصبها في الرباط، بعد ثلاثة أسابيع من الحديث حول هذا الموضوع، ليتم الإعلان عن استعدادها للالتحاق بمنصبها الجديد في قسم الشرق الأوسط في الاتحاد الأوروبي، مع بداية شهر أكتوبر المقبل.
لو غال، التي تقلدت منصب سفيرة فرنسا بالمغرب لثلاث سنوات، طبعت فترة انتدابها بتراجع كبير في العلاقات بين البلدين، وفترات توتر، لا زال البلدان يعيشان آخرها، وهي تلك المتعلقة بالصحراء المغربية والمهاجرين والتأشيرات.
وبات منصب سفير باريس في الرباط شاغرا الآن، بالتزامن مع إشكالية التأشيرة و المهاجرين والتي كانت قد تحججت بها باريس لتقليص نسبة تأشيراتها الممنوحة للمغاربة منذ أزيد من عام، حيث قال خالد الزروالي، الوالي في وزارة الداخلية المكلف بالهجرة ومراقبة الحدود، أن البلاد “تعاملت مع هذه القضية بشجاعة وشفافية كبيرين، وأرسلت فرقًا إلى فرنسا وإسبانيا ودول أخرى للتعرف على القاصرين. أستطيع أن أؤكد لكم أن المغرب يكرر استعداده لاستقبال أطفاله، لكن المشكلة في البلدان الأوروبية، حيث تجعل القوانين واللوائح عمليات الترحيل هذه معقدة بعض الشيء “.
وأمام التشديد الفرنسي في منح التأشيرات ردا على ما وصفته باريس “عدم تعاون المملكة في إعادة مهاجرين غير نظاميين”، استنكر المغرب منذ 28 شتنبر 2021 القرار الفرنسي حين وصفه وزير الخارجية ناصر بوريطة ردا على سؤال “غير مبرر لمجموعة من الأسباب”.
ومن بين هذه الأسباب، بحسب بوريطة، أن المغرب “كان دائما يتعامل مع مسألة الهجرة وتنقل الأشخاص بمنطق المسؤولية والتوازن اللازم بين تسهيل تنقل الأشخاص، سواء طلبة أو رجال الأعمال، وما بين محاربة الهجرة السرية، والتعامل الصارم حيال الأشخاص الذين هم في وضعية غير قانونية”.
إلى جانب أزمة الهجرة والتأشيرات، بات المغرب يطالب حلفاءه بما فيهم فرنسا، بموقف واضح من النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، أعلن أنه سيربط أي تعاون أو تقارب مع أي من دول العالم بضرورة اعترافها بالسيادة المغربية على كافة أقاليم المملكة.