شكلت ظاهرة الاحتباس المطري التي استمرت حالة من الخوف من المستقبل بالنسبة للمزارعين خاصة الذين يعتمدون في زراعتهم على الأمطار في ري محاصيل الحبوب إضافة لتوقع شح مياه الينابيع والعيون والآبار وجفافها وعدم توفر الماء الكافي لري الزراعات إضافة إلى المخاطر الكبيرة التي تتهدد مصادر مياه الشرب والتنبؤ بسيناريوهات سيئة على هذا الصعيد.
فمخاطر وآثار الاحتباس المطري والجفاف كارثية فيما لو استمرت لا سمح الله وستشمل مفاعيلها السلبية كل مناحي الاقتصاد.. وقد أخذ هذا الاحتباس المطري حيزاً كبيراً من اهتمام الجهات الرسمية ومحاولة وضع الخطط الحكومية، للحد من تأثيراتها الخطرة على الشرائح الاجتماعية الأقل دخلاً والإعداد لبرامج جديدة على صعيد الزراعة ترتكز أساساً على زيادة الإنتاجية في وحدة المساحة واستنباط أصناف من البذور مقاومة للجفاف.. وفي هذا الإطار يمكن أن نشير إلى أن إلغاء الضريبة على الأعلاف أصبح ضرورة لا تحتمل التأجيل خاصة بالنسبة لمادة الشعير فمربو المواشي على موعد مع صعوبات كبيرة جراء الظروف المناخية القاسية والسائدة حالياً، والمراعي ستكون جرداء في موسم الربيع القادم، فلا علف مجاني من خلال عشب المراعي، بل إن المربين مضطرون لدفع مبالغ إضافية حتى يوفروا استمرارية القطيع كما أن مربي الدواجن ليسوا بأحسن حالاً، وقد عانوا خلال السنوات الماضية من ارتفاع أسعار الأعلاف الكثير ما جعلهم يتحولون إلى الخسارة في فترات عديدة، فإذا كان الاحتباس المطري من الأقدار الإلهية فإن فرض الضريبة على الأعلاف هو من صنع البشر ويمكن أن نلغيه، ونريح مربي المواشي والدواجن ونخفف من حجم الأعباء والمصاعب.. وفي لغة الأرقام يمكن أن نشير إلى أن شريحة معينة يعملون في قطاع الدواجن بدءاً من التربية وصنع الأعلاف وإعداد الوجبات والأطعمة، مروراً بالتوزيع، أما بالنسبة لقطيع الأغنام فإن بعض التقديرات تشير إلى أن شريحة أخرى يعملون في تربية المواشي، وليعتمدون على الزراعة في دخلهم أي أن الآثار السلبية المباشرة للجفاف ستشمل هذه الشريحة ، وستؤثر على مستوى حياتهم المعيشية.