لقد بتنا نشهد في السنوات الأخيرة موجة من الانتقادات والطعن في أحكام الشريعة خصوصا في جانبها المتعلق بالأسرة، والسبب في ذلك أنهم أيقنوا أن النواة الصلبة للشريعة تتمثل في الأسرة على اعتبار أن القرآن الكريم قد أحاط الأسرة بمنظومة واسعة وشاملة ومتكاملة ومحكمة من الأحكام والآداب لحكمة ظاهرة وهي أن الأسرة هي القلعة المنيعة في البناء الاجتماعي والحضاري الإسلامي، وهي الحامل للقيم الإسلامية، بل هي الشيفرة الجينية التي تتيح انسياب القيم الإسلامية واستمراريتها حتى في ظل نظام سياسي مخالف أو مناوئ، ويكفي دليلا على ذلك استمرار الإسلام في الجمهوريات المسلمة في الاتحاد السوفياتي. ولم تُجد الاستعمار سياسات التغريب والمحو والنسخ التي انتهجها في بلاد المسلمين وظل المسلمون، على ضعفهم وشراسة الكيد الاستعماري، متشبتون بالاسلام ومعتزون به.
أن نشهد أدعياء الحداثة وأيتام فرنسا والمخنثين الشواذ من اللواطيين والسحاقيات ورافعي شعار الحق في التصرف في الجسد، يناصبون الشريعة العداء فذلك مفهوم، ولكن أن نشهد سكوت وتواطؤ وتواري بعض من ينتسبون إلى المجال الإسلامي وخصوصا في مجال الفكر وعلوم الشريعة فتلك هي الطامة الكبرى، وهل هناك أعجب من أن يوالي ويواطئ باحث وعالم بالشريعة جاهلا لا يكاد يستطيع تهجي آية من كتاب الله، ثم هو يخوض، وبكل صفافة وعلى مسمع من بعض الفقهاء، في معانيها ويوجهها كما يحلو له وتملي له نفسه المريضة وفكره المنحرف.
بلال العثماني يرد على المتطفلين على بعض القضايا الدينية من دون أسس علمية
